خطاب مفتوح إلى أصدقاء الآثار في السودان

10 مايو 2023

 فريق أزياء السودان

 على مدارِ الشهرِ الماضي، راقبَ فريقُ "أزياءِ السودانِ" منْ على البعدِ الأحداثَ الدائرة في الخرطومِ ومدنٍ أخرى منْ السودانِ. عدمُ التصديقِ، القلقُ، والإحباطُ ليستْ سوى بعضِ مظاهرِ الحزنِ العميقِ الذي ينتابنا منذُ بدايةِ تلكَ الأحداثِ. بعضنا عمِل في السودانِ لسنواتٍ، بينما لمْ تتحْ الفرصةُ بعد للبعضِ الآخرِ للسفرِ إلى هناكَ. كوننا خارجُ السودانِ فلا يمكننا الجزمُ بفهمِ التجاربِ الأليمةِ التي يمرُ بها حاليا زملائنا وأصدقائنا ممنْ وُضِعوا في وسطِ هذا القتال. لكننا كبشرٍ تربطنا وشائجُ التعاطفِ والتضامنِ مع الشعب السوداني. ففي الأسابيعِ الماضيةِ - بلْ السنواتِ الماضيةِ - أظهرَ الشعبُ السودانيُ نموذجٌ يحتذى بهِ في التضامنِ!

بالنسبةِ للكثيرينَ منا، ومنذُ الأسابيعِ القليلةِ الأولى منْ فترةِ عَمَلِنا في السودان، احتفظتْ هذهِ الأرضِ وشعبها بجزءٍ خاصٍ في قلوبنا جميعا. لذا، ورغما عنْ المسافاتِ والظروفِ المختلفةِ، نودُ أنْ نعربَ عنْ تضامننا العميقِ معَ الجهودِ الكبيرةِ التي يبذلها المجتمعُ السودانيُ للتغلبِ على هذهِ الأزمةِ.

كُلُّ مَوْتَانَا تَحْتَ هَذِهِ اَلْأَرْضِ، يَجْعَلُهَا مِلْكًا لَنَا

لهذهِ الكلماتِ، للشاعرةِ السودانيةِ الأمريكيةِ صَفِيَة الْحِلُو، صدى خاص بالنسبة لنا كعلماء آثار. منْ زاويتنا الصغيرةِ للبحثِ الأكاديميِ، نظل ملتزمين أكثرَ منْ أيِ وقتٍ مضى بتسليطِ الضوءِ على التنوعِ والثراءِ الرائعِ للتراثِ السودانيِ. وبقلقٍ عميقٍ لكنَ مليء بالإلهامِ ، نؤمنُ إيمانا تاما بقدومِ يومٍ يعلو فيهِ صوتُ هذا الشغفِ على دويِ الأسلحةِ، يومٌ نستأنفُ فيهِ تعاوننا ونواصلُ سردَ قصصِ الأسلافِ لتستمرَ في كونها ملاذا يستمدُ منهُ الشعبُ السودانيُ ارتباطهُ بأرضهِ.