منهجية البحث

يقع مشروع "أزياء السودان" تحت مظلة واسعة من نظريات الترابط والمادية، مع الأخذ في الاعتبار الملابس كونها تقاطعا  بين ثلاثة مجالات: المواد الخام، والتكنولوجيا، والمجتمع.

من المصنوعات اليدوية إلى التأويلات، يتابع فريقنا المواد من الألياف إلى القماش، ومن الملابس إلى ممارسات الملبس بمنهجية مكونة من 6 خطوات:

إعداد البنية التحتية (قاعدة البيانات العلائقية، مصطلحات النسيج والجلد والملابس والفئات والمفاهيم)، وتحقيق التكامل بين النقاشات النظرية الجديدة حول الأنطولوجيات المتعددة وتحرير التراث الثقافي.

الإستفاضة في جمع البيانات لتحصيل شتى المعلومات المتعلقة بالمنسوجات والمصنوعات اليدوية (مثل المواد والتقنيات الحرفية والتاريخ والشكل والسياق).

عمل تحليلات إحصائية للبيانات للكشف عن التوزيع الجغرافي وتطور السمات التشخيصية.

تفسير النتائج باستخدام أطر مستمدة من النظريات الاقتصادية وأوساط الممارسين، وتطوير دراسات حالة تناقش تحليلات نطاق الموقع  (تحليل نطاق الموقع: هو طريقة تستعمل لإعادة بناء اقتصاد الموقع من خلال دراسة الموارد المتوفرة ضمن مسافة معقولة، بشكل عام، من ساعة إلى ساعتين سيرًا على الأقدام من الموقع)، والإنتاج، والتبادل الموجه نحو العناصر غير الكفافية.

دراسة خزانة الملابس: قاعدة بيانات (الجزء الثاني / مجموعات الملبس) لدمج المصادر الأثرية والأيقونية والنصية؛ العناصر الفردية ومجموعات الملابس؛ التحقيق في مفاهيم الجسم المختلفة والتجمعات الحسية؛ خريطة نظم المعلومات الجغرافية لممارسات الملبس مع الجدول الزمني.

سلسلة من دراسات الحالة: انطلاقا من السيميولوجيا ونظرية الوساطة، سيتم فحص الملابس كطريقة تواصل متعددة الإتجاهات وتساعد في إعادة صياغة المفاهيم السابقة عن الهويات. بناء على كل دراسة حالة، سوف نستكشف روايات متنوعة للهوية، مع التركيز على جانب واحد أو على جوانب متعددة للهويات: النوع والعمر، والوضع الاجتماعي، والجسد والشخصية في الحياة والموت، والإقليم، والهويات الفردية مقابل الجماعية. أخيرا، سيتم دمج هذه الحالات الفردية ومقارنتها ببقية البيانات لتشكيل نظرة عامة غير تزامنية التي من المحتمل أن تتمكن من تحديد الأنماط التي نشأت في مناطق وفترات محددة وتقريب فهم ديناميكي للهويات المتنوعة عبر الزمان والمكان.

مناهج متعددة التخصصات لعلم آثار ممارسات الملبس (الشكل لـ: إلسا يفنز)

نظرا لأن الملابس مصنوعة من مواد متنوعة وتمس العديد من الجوانب المختلفة للتجارب السابقة، فإن المشروع سيعتمد نهجا متعدد التخصصات يدمج بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والاجتماعية والثقافية، ويجمع بين الدراسات الأثرية والحرفي، والعمل الميداني في المتاحف والحفريات، والتحليلات البيوكيميائية، والدراسة الأرشيفية، والتساؤلات النظرية.

وسيعتمد ذلك على ما يلي:

 

يجري المشروع تحليلا لمئات المنسوجات الأثرية غير المنشورة. يركز أولا على تحديد الأنواع الحيوانية والنباتية المستخدمة لإنتاج ألياف النسيج (الفحص المجهري وإنتاج صور بإستخدام الميكروسكوب الإلكتروني على الكتان والقطن والأعشاب البرية الممكنة، والبروتينات الحيوية للصوف). إلى جانب البيانات التي تم الحصول عليها سابقا حول أدوات النسيج، يوثق المشروع تقنيات الغزل والنسيج والخياطة لإعادة بناء سلسلة عمليات النسيج.

 تتمثل الخطوة الأساسية في وضع معايير للتعرف على الملابس من التجمعات المتجزئة وإنشاء تصنيف جديد، مما يؤدي إلى جرد خزانة الملابس السودانية والمفاهيم المرتبطة بها (مثل المريلة، والمئزر، والتنورة، والسترة، والسراويل التحتية والمرئية، والبسيطة  مقابل المزخرفة). بمقارنة البيانات من المنسوجات والأيقونات، يستكشف المشروع التوافقات والتناقضات بين الصور وأنواع الملابس المعروفة، حيث يبدو أنها تشير إلى استراتيجيات سياسية مختلفة لعرض الملابس وإعادة توزيع المواد.

 

تتبع أبحاث الجلد مسارا مشابها وهو أنه سيتم النظر فيها لأول مرة على نطاق جغرافي وزمني أوسع بكثير. يركز أولا على تحديد أنواع الحيوانات البرية والمستأنسة (مثل الأغنام والماعز والماشية والجمال العربية والغزال والنمر والزراف) المستخدمة لإنتاج الجلود، باستخدام الملاحظات المورفومترية المجهرية وعلم البترولوجيا. جنبا إلى جنب مع التصوير متعدد الأطياف، توثق هذه التقنيات عملية إنتاج الجلد من خلال دراسة المواد الخام والعمليات المستخدمة لدباغة الجلود وتضميدها وتلوينها، بالإضافة إلى تقنيات الخياطة (مثل القص والخياطة والتزيين).

 

استنادا إلى تسلسل البروتين القديم وبصمات كتلة الببتيد (PMS أو "ZooMS") بواسطة قياس الطيف الكتلي (MS)، يوفر علم الأحياء القديمة تحديدا موثوقا للأنواع البيولوجية المستخدمة كمصادر لإنتاج الملابس. يسخر مشروع "أزياء السودان" التطورات الكبيرة التي حدثت في هذا المجال خلال السنوات القليلة الماضية، وسيساهم بشكل كبير في إنشائها في منطقة وادي النيل. استكمالا لمعرفتنا ببروتينات الكولاجين الموجودة في البشرة والجلد، يركز المشروع أيضا على تطوير قواعد البيانات المرجعية الموجودة لبروتينات الكيراتين الموجودة في شعر الحيوانات والصوف. فضلا عن ذلك، يقدم المشروع أيضا إمكانات تطوير كبيرة لهذه الطريقة، حيث يوفر عينات من كل من الأنواع المستأنسة والبرية من منطقة لطالما كانت المراجع عنها قليلة. جنبا إلى جنب مع أبحاث النسيج والجلود الحيوانية، يمكن أن يكشف علم الأحياء القديمة عن العلاقات العميقة بين السكان القدامى في السودان والنوبة وعالم الحيوان.

 

بالإضافة إلى دراسة السياق التاريخي العام للملابس القديمة ، يركز مشروع "أزياء السودان"  على مجالات مختارة مرتبطة ارتباطا وثيقا بإنتاجها هذد الملابس واستخدامها: 1) علم الآثار الجنائزي لتوثيق دلالات ممارسات الدفن المحددة المرتبطة بالملابس. 2) علم الآثار من الممارسات الحرفية لتوثيق عملية تنظيم الإنتاج وبناء خلفية شاملة للملابس قيد البحث؛ و 3) إعادة البناء التجريبية والرقمية للملابس لفهم استخدامها على الجسم. تستعيد الدراسات المحفوظة تأريخ القطع الموجودة في المتحف، بينما تؤدي الشراكات مع الحفريات الجارية إلى توثيق أفضل للاكتشافات في الموقع.

سيقوم المشروع أيضا بإجراء سلسلة من التأريخ بمقياس طيف الكتلة المعجل للكربون المشع عالي الدقة، مما يؤدي إلى إنشاء تسلسل زمني بأسس جيدة لأنواع الملبس. من خلال حملة واسعة لجمع البيانات، يقوم الفريق بتجميع قاعدة بيانات علائقية للملابس، والإشارات الأيقونية والنصية لها، والتي ستؤدي إلى إنتاج خريطة تاريخية لممارسات الملبس في السودان القديم.