عن المشروع

أزياء السودان. آثار الملبس على طول النيل الأوسط

يدرس المشروع الملابس القديمة وممارسات اللباس كمنهج جديد للكشف عن الهويات السودانية السابقة.

فسيفساء من التمثيلات القديمة: الشعب السوداني والنوبي من خلال منظورات مختلفة (الصورة لـ: إلسا يفنز)

أسفرت 100 عام من البحث الأثري على طول النيل الأوسط عن معرفة جزئية بتاريخ السودان والنوبة. حتى الآن، كان التركيز على الحياة العامة للنخبة بينما لا يزال من الصعب التعرف على الهويات الأخرى وغالبا ما تقتصر الأطر الثقافية على مقارنات ثنائية أو ندية (مثل المستقرين مقابل البدو، والتأثيرات الفرعونية مقابل الأفريقية). متجاوزا الموضوعات التي ركزت عليها البحوث السابقة، سيركز مشروع  "أزياء السودان" بشكل مباشر على الناس وعلى الطريقة التي اختاروا أن يصوروا بها أنفسهم للعالم. باستخدام الملابس كوسيلة مميزة. ويعمل المشروع على التعريف أكثر حول سكان السودان القديم وتسليط الضوء على تشابك ممارسات الملبس مع نسيج المجتمع. سنتابع هذه العمليات الديناميكية من قبل حوالي 4000 عام من التاريخ القوشي والنوبي والسوداني، من مملكة كرمة في العصر البرونزي إلى فترة العصور الوسطى (حوالي 2500 قبل الميلاد إلى 1500 م).

تحتفظ بيئة السودان والنوبة الإستثنائية ذات الرمال الجافة بالمواد العضوية الهشة بشكل جيد. سيركز المشروع على الملابس: نظرا لأنها نتجت عن عمليات تصنيع طويلة ومعقدة ومرت بدورات متعددة، فإن هذه القطع الأثرية بالذات تقدم معلومات واسعة النطاق وبعيدة المدى بشكل استثنائي. يشير اختيار المواد الخام إلى الموارد الطبيعية المتاحة والأداء الاقتصادي، بينما تخبرنا التكنولوجيا بالتقنيات الحرفية وطرق الإنتاج ومهارات العمل والتدريب. تنتمي الملابس نفسها إلى تقاليد لباس محددة وتعكس مفهوم الجسد والوضع الاجتماعي، بينما يشير سياق اكتشافها الأثري (الجنائزي في الأغلب) إلى طقوس الدفن.

العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية. كما سيستكشف المشروع الملابس السودانية القديمة وكيف اختار -عن قصد- هؤلاء السكان المتنوعون الموارد والتقنيات والأشكال والحلي، ونسجوا هوياتهم الخاصة وغرسوا في ملابسهم علاقاتهم بالطبيعة والمجتمع.

يتكون المشروع من فريق متخصص في دراسة المنسوجات القديمة وجلود الحيوانات المكتشفة في البيئة القاحلة، وتحديد الألياف عن طريق الفحص المجهري وطرق البروتينات القديمة لإعادة بناء تجميعات الملابس في المقابر والأيقونات. ستعمل منهجية البحث التعاوني والحلول الرقمية على ترسيخ القطع الأثرية والنتائج التحليلية في السياقات الأثرية والتاريخية، وذلك لرسم خريطة تستعرض صعود وهبوط ممارسات الملبس والتعبير عن روايات متنوعة للهوية على طول وادي النيل الأوسط.